يعد التراث العمراني أحد الرموز الأساسية لتطور الإنسان عبر التاريخ، ويعبر عن القدرات التي وصل إليها الإنسان في التغلب على بيئته المحيطة، والتراث يعني توريث حضارات السلف للخلف ولا يقتصر ذلك على اللغة أو الأدب والفكر فقط، بل يعم جميع العناصر المادية والوجدانية للمجتمع من فكر وفلسفة ودين وعلم وفن وعمران.
ويعتبر العمران أحد أهم العناصر الأساسية للتراث ويتميز عن غيرة من العناصر التراث بوجوده المادي مجددا بذلك وجود حضارات الأجيال السابقة بصورة مباشرة لا تقبل الشك أو الجدل. كما يبرز تتابع لتجارب وقيم حضارية واجتماعية ودينية بين الأجيال.
ومن هذا المنطلق، فإن التراث العمراني القائم حاليا في المملكة يبرز لنا صورة متكاملة عن العمارة التقليدية، بكل ما تحوية من حلول جيدة عكست ظروف البيئة المحلية (مناخية ، جغرافية ، اجتماعية)، وكذلك ما تحتوية من حلول تصميمية منسجمة مع احتياج الفرد والمجتمع من حيث العادات والتقاليد الضاربة في أعماق هذا الوطن.